وفي «مجمع البحرين» : التأويل إرجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهر الى معنى أخفى منه مأخوذ من آل يؤول إذا رجع وصار إليه ، وتأوّل فلان الآية أي نظر الى ما يؤول معناها الى أن قال : وفي حديث عليّ عليهالسلام ما من آية إلّا وعلّمني تأويلها أي معناها الخفي الذي هو غير المعنى الظاهر ، لما تقرّر أنّ لكل آية ظهرا وبطنا ، والمراد أنّه صلىاللهعليهوآله أطلعه على تلك الخفيّات المصونة والأسرار المكنونة (١).
وعلى كلّ حال فالتفسير كالفسر لغة بمعنى الإبانة والإيضاح والتفعيل للمبالغة ، وغلط من أخذه من التفسرة بمعنى الطبيب أو استدلاله ـ أو ـ القارورة ، أو غيرها لا لأنه يوناني ولم يعهد أخذ لغة من أخرى إذ هو أيضا ضعيف بل لدلالة المادّة على هذا المعنى الساري في جميع مشتقاتها التي منها ، نعم قد يقال أنه مقلوب التسفير من سفر الصبح وأسفر بمعنى أضاء وأشرق وسفرت المرأة كشفت عن وجهها.
وفيه أنّ القلب وإن كان يقع في الأسماء كآرام ، وآدر ، ومعيق ، من ارام وادءر وعميق ، وفي الأفعال كجبذ من جذب ، إلّا أنه مع مخالفته للأصل والغلبة سيّما مع فقد الداعي الى التزامه مردود بأمثلة اشتقاقه ، بل هذه المادّة المأخوذة عن س ف ر بصورها الستّة لفقد الترتيب واعتبارها أنحاء التركيب يظهر منها الظهور والكشف كالسفر الكاشف عن حال المسافر والسفير المبلغ للخبر ، والسفر بالكسر الذي هو الكتاب ونحوه ، والسرف الذي هو البذل با إظهار وانتشار وإكثار ، والفراسة التي بها كشف الأحوال والاطلاع على الأخبار ، والفروسة التي هي إظهار الشجاعة والجلادة ولا يخلو ذلك عن تكلّف في الرفس
__________________
(١) مجمع البحرين ص ٤٢٤ باب ما أوله الألف ، حرف اللام ط. طهران.