فلا يقرأ القرآن فإني أخشى أن ينزل عليهما نار من السماء فتحرقهما» (١).
إذ مع قصورهما سندا ودلالة لا يعارضان ما سمعت ، سيّما مع موافقتهما للعامّة ، وعاميّة السكوني معروفة ، والكلام في وصايا النبيّ مشهور.
وأضعف منهما ما يقال : من معروفيّة ترك الجنب قراءة القرآن في ذلك الزّمان ، نظرا إلى ما يحكى عن عبد الله بن (٢) رواحة ، حيث رأته امرأته مع جاريته ، فمضت لتأخذ سكّينا ، فأنكر عليها ذلك واحتجّ عليها بأنّه أليس نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يقرأ أحدنا وهو جنب؟ فقالت له : اقرأ ، فقال :
شهدت بأنّ وعد الله حقّ |
|
وأنّ النار مثوى الكافرينا |
وأنّ العرش من فوق (٣) طباق |
|
وفوق العرش رب العالمينا |
وتحمله ملائكة شداد |
|
ملائكة إلا له مسوّمينا |
فقالت : صدق الله وكذب بصرى ، فجاء وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، فضحك حتّى بدت نواجذه. (٤)
إذ إثبات الحكم الشرعي بمثله كما ترى.
فلا ريب في ضعف القول بالحرمة مطلقا ، بل ولا ريب أيضا في ضعف مالا يعرف القائل به من القول بحرمة ما زاد على سبع آيات ، أو السبعين ، وإن كان
__________________
(١) وسائل الشيعة ب ١٦ من أبواب الجنابة ج ١ ح ٣ ص ٤٩٣.
(٢) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الصحابي الشهيد في مؤتة (٨).
(٣) في مختصر تاريخ دمشق ج ١٢ ص ١٥٨ : «وأنّ العرش فوق الماء طاف» وفيه :
وتحمله ملائكة كرام |
|
ملائكة إلا له مقرّبينا |
(٤) مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١٢ ص ١٥٨ ـ ١٥٩ مع تفاوت.