والمغيرة (١) بن شعبة ، وابن الزبير (٢) ، وعبد الله (٣) بن جعفر ، بل كان يعدّ ذلك من مطاعنهم.
ولذا قال ابن أبي الحديد : ما ينسب الى معاوية من شرب الخمر سرا لم يثبت إلّا أنّه لا خلاف في أنّه كان يسمع الغناء (٤).
وحكى الشيخ في «الخلاف» عن أبي حنيفة (٥) ، ومالك ، والشافعي (٦) كراهة الغناء ، وعدم حرمته (٧).
وما ربما يوجد في أخبارنا ممّا يوهم الإباحة محمول على التقيّة قطعا ، فإنّ الإماميّة قديما وحديثا على الحرمة ، بل عدّها المحدّث (٨) الحرّ العاملي في «الفوائد الطوسية» ، والمدقّق (٩) القمى من الضروريات ، والأخبار متواترة على التحريم في الجملة ، بل قال في «الفوائد الطوسيّة» : إني اعتبرتها من جميع كتب
__________________
(١) المغير بن شعبة بن ابى عامر الثقفي المتوفّى (٥٠) ـ الاعلام ج ٨ ص ١٩٩.
(٢) عبد الله بن الزبير بن العوّام المقتول (٧٣) ـ تاريخ ابن الأثير ج ٤ ص ١٣٥.
(٣) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المتوفّى (٨٠) ـ العبر ج ١ ص ٩١.
(٤) شرح «النهج» لابن ابى الحديد ح ٥ ص ١٣٠ وفيه : أنّ نوم معاوية كان بين القيان المغنيّات واصطحابه معهّن.
(٥) ابو حنيفة : النعمان بن ثابت الكوفي المتوفى (١٥٠) ـ تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٣٣٣.
(٦) الشافعي : محمد بن إدريس القرشي المتوفى بمصر (٢٠٤) ـ تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٣٢٩.
(٧) لم أظفر على هذه : الحكاية في خلاف الشيخ ، نعم في «الرسالة القشيريّة» ص ٤٦٧ : من قال بإباحته (اى السماع والغناء) من السلف مالك بن أنس ، وأهل الحجاز كلّهم يبيحون الغناء ، إلى ان قال : وأمّا الشافعي فإنّه لا يحرّمه ، ويجعله في العوامّ مكروها.
(٨) هو محمّد بن الحسن بن عليّ العاملي المتوفّى (١١٠٤) ـ الاعلام ج ٦ ص ٣٢١.
(٩) هو أبو القاسم بن محمد حسن الجيلاني الشفتي القمى المتوفّى (١٢٣١ ه) ـ معجم المؤلفين ج ٨ ص ١١٦.