الألحان.
ومثله من شمس العلوم ، وغيره.
وقد سمعت الكلام في الطرب الذي هو أيضا من الموضوعات العرفيّة فلا تأثير للنيّة خلافا ووفاقا فيهما وجودا وعدما ، وإنّما العبرة بتحقّقهما بالنسبة الى غالب أفراد النّوع ، فلا عبرة بالطّروب الخفيف الذي ينفعل عمّا لا ينفعل عنه غالب أفراد النوع ، ولا بالغليظ المزاج الّذى لا يكاد يتأثّر بشيء من ذلك ، بل كأنّه عندهم سقيم القلب ، عديم اللبّ ، ولذا قالوا : من لم يهيّجه الربيع والأزهار ، والعود والأوتار ، والأصوات والأطيار فهو فاسد المزاج محتاج الى العلاج.
ثانيها : إذا شكّ في صدق الغناء على فرد من أفراد الأصوات فإن كان الشكّ مصداقيّا فالأصل الحليّة ، كما لو شكّ في كون فرد من أفراد المايع خلا ، أو خمرا ، وكأنّه لا خلاف فيه بين الأصحاب حتّى من الأخباريين المتوقّفين في الشبهة الحكميّة ، والأخبار به كثيرة ، مثل قوله عليهالسلام : «كل شيء هو لك حلال حتى تعلم أنّه حرام» (١) ، و «كلّ شيء يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال» (٢) ، بناء على التقريب المذكور في موضعه كغيره من أدلّة المسألة.
وأمّا إذا كان الشك مفهوميّا ، وكان الشك في الفرد مسبّبا عن الشكّ في معنى اللفظ ، فلعلّ الأصل الإشتغال ، ولزم تحصيل الامتثال ولو بالاحتياط بلا فرق بين كون الترديد بين العامّ والخاصّ المطلقين ، أو العامّين من وجه ، للقطع بالتكليف بمسمّاه المردّد بين الأمرين على أحد الوجهين ، وقضيّة لزوم تحصيل
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٧٣ ح ١٢ عن الكافي.
(٢) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٨٢ رقم ٥٧ عن التهذيب.