بطنا ، وللبطن بطن ، وظهرا ، وللظهر ظهر (١).
بل ورد إن القرآن غضّ طريّ لا يبلى أبدا ، وإنه وإن نزل في قوم إلّا أنّه جار في أقوام آخرين الى يوم القيامة (٢) وهذا الجريان هو أحد إطلاقات التأويل المقابل للتنزيل ، ويقال له الباطن أيضا.
ففي «تفسير العيّاشي» عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ظهر القرآن الذين نزل فيهم ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم (٣).
وبإسناده عن الفضيل بن يسار ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن هذه الرواية : ما في القرآن إلّا ولها ظهر وبطن ، وما فيه حرف إلّا وله حد ، ولكلّ حد مطلع (٤) ، ما يعني بقوله لها ظهر وبطن؟ قال عليهالسلام : ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضى ، ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع قال الله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (٥) ونحن نعلمه. (٦)
__________________
(١) المحاسن ص ٣٠٠ والرسائل ج ١٨ ص ١٤٢ : يا جابر إنّ للقرآن بطنا وله ظهر ، وللظهر ظهر إلخ.
(٢) بحار الأنوار ج ١٩ ص ٥ ط. القديم : سئل أبو عبد الله عليهالسلام ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلّا غضاضة؟ فقال عليهالسلام : لأن الله لم يجعله لزمان دون زمان فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غضّ إلى يوم القيامة.
(٣) بحار الأنوار ج ١٩ ص ٢٢ ط. القديم باب أن للقرآن ظهرا أو بطنا ـ مع تفاوت يسير.
(٤) قال الفيض في الصافي في المقدمة الرابعة بعد ذكر الحديث : أقول : المطّلع : (بتشديد الطاء المهملة وفتح اللام) مكان الاطّلاع من موضع عال ، ويجوز أن يكون بوزن مصعد بفتح الميم ومعناه أي مصعد يصعد إليه من معرفة علمه ، ومحصّل معناه قريب من معنى التأويل والبطن ، كما أنّ الحدّ قريب من معنى التنزيل والظهر. ـ تفسير الصافي ج ١ / ١٨ طبع الاسلامية بطهران.
(٥) آل عمران : ٧.
(٦) تفسير العياشي ج ١ ص ١١ ط. الإسلامية بطهران.