ومن هنا يظهر أنّه يمكن القول باستحباب المدّ عند السكون العارض كما في «الرّحيم» و «نستعين» حيث يتوقّف الإفصاح عن حرفي المدّ والساكن عليه ، بل يمكن الاستدلال له بما ورد في المعتبرة من الأمر بإفصاح الألف والهاء في التهليل من الأذان كما في صحيح زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام.
وعنه عليهالسلام : الأذان جزم بإفصاح الألف والهاء» (١).
بل عن «المنتهى» عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : «لا يؤذّن لكم من يدغم الهاء ، قيل : وكيف يقول؟ قال صلىاللهعليهوآله : يقول : أشهد أنّ لا إله إلّا الله (٢).
وقد اختلفوا في تعيين الهاء الّتي نهينا عن إدغامها على وجوه لا داعي للتعرّض لها في المقام ، إلّا أنّ الظاهر أنّ المراد الهاء الأخيرة ، ولو بقرينة ما في الخبر المتقدّم ، وغيره من الأمر بالجزم أى الوقف على فصول الأذان مع إفصاح الألف والهاء ، فالمراد بالإدغام المنهيّ عنه ترك المدّ بحيث يؤدّي الى إخفاء الهاء.
ولعلّ ما ذكرناه في معنى الخبر أولى ممّا ذكره الحلّى (٣) ، وشيخنا البهائي ، والعلّامة المجلسي عطّر الله مراقدهم ، فلاحظ.
__________________
(١) التهذيب ج ١ ص ١٥٠.
(٢) بحار الأنوار ج ٨٤ ص ١٥٩.
(٣) قال ابن إدريس الحلي على ما حكى في البحار : المراد بالهاء هاء (إله) لا هاء (أشهد) ولا هاء (الله).