ثانيها : التشديد البدلى الحاصل من إدغام لام التعريف في الحروف الشمسيّة «كالرّحمن» و «الرّحيم».
وذلك لأنّهم قسّموا الحروف إلى شمسيّة تدغم فيها اللّام ، وقمريّة تظهر عندها ، وكلّ منهما أربعة عشر حرفا ، فالقمريّة هي حروف قولك : «ابغ حجك وخف عقيمه» والشمسيّة ما سواها ، والتسمية باعتبار لفظة الشمس والقمر ، تسمية للكلّ بملاحظة الجزء.
ولا يهمّنا البحث في أنّ سبب الإدغام في المقام هل هو قرب المخرج ، أو غيره بعد استقرار طريقة أهل اللّسان عليه بلا خلاف ولا إشكال فيه من أحد ، وإن تضمّن إبدالا من الحرف الأصلي الذي هو اللام فالإخلال به بفكّ الإدغام ، أو بترك الإبدال إخلال بالقرائة المعهودة الموظّفة.
وتوهّم جواز موافقة الخطّ الذي يوافقه الأصل أيضا مدفوع بما سمعت.
وأمّا إبقاء الخطّ على الأصل فربّما علّلوه بكون اللام من كلمة ، والحرف المدغم فيه من كلمة أخرى ، وبالأمن عن اللبس في المنكّر المدخول لهمزة الاستفهام ، والخطب فيه سهل.
ثالثها : التشديد اللّازم ، وهو الذي في الأدوات مثل «لمّا» و «أمّا» و «ثمّ» و «حتّى» و «كلّا» ونحوها ، وهو في الوجوب وعدم الاجتزاء مع الإخلال به كالسابقين.
رابعها : تشديد الغنّة ، وكأنّه تغليب في التسمية ، حيث إنّهم عبّروا به عن الإدغام في حروف «يرملون» مع وضوح انتفاء الغنّة في اللام والراء ، وقد اتّفقت كلمة القرّاء على إدغام النون الساكنة والتنوين في هذه الحروف وصرّح في شرح «طيبة النشر» ، و «إبراز المعاني» بالإجماع ، بل في «الشاطبية» أيضا حيث قال :