وقيل : هو إشارة الى تتابع الغزو وترك الإعراض عنه فلا يزال في حلّ وارتحال ، وهذا ظاهر اللفظ ، إذ هو حقيقة في ذلك ، وعلى ما أوّل به القرّاء يكون مجازا.
ثم قال : وقد رووا التفسير فيه مدرجا في الحديث ، ولعلّه من بعض رواته.
ثمّ حكى عن ابن قتيبة تفسير الخبر بالوجهين ، وساق الكلام في ترجيح الثاني ، وأنّ الخبر ضعيف ، فلا ينبغي أن تغتّر بقول مكّى إنّه صحيح ، وأنّ التفسير غير منسوب في كثير من طرق الخبر الى النبي صلىاللهعليهوآله بل روى الأهوازى ، وغيره هذا الخبر بعينه ، ولم ينسب التفسير اليه.
إلى أن قال : ولو صحّ هذا الحديث والتفسير لكان معناه الحثّ على الاستكثار من قراءة القرآن والمواظبة عليها ، فكلّما فرغ من ختمة شرع في اخرى ، اى انّه لا يصرف عن القرآن بعد ختمه ، بل تكون القرآن دأبه وديدنه.
وفي رواية أخرى خرّجها الأهوازى في «الإيضاح» : الحالّ المرتحل الّذى إذا ختم القرآن رجع فيه ، ثمّ ذكر أنّ ابن كثير قد انفرد بهذا الفعل الذي هو التكبير ، وزيادة الحمد والآيات من البقرة الى (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١).
بل عن ابن غلبون (٢) : أنّه من طريق البزّى وحده ، ولم يفعل هذا قنبل ولا غيره من القرّاء.
بل قد حكى عن أحمد بن حنبل نفيه رأسا. انتهى ملخّصا.
__________________
(١) البقرة : ٥.
(٢) هو ابو الحسن طاهر بن أبى التطّيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي نزيل مصر والمتوفى بها سنة (٣٩٩) ـ تقريب النشر ص ١٢.