وفيهما ، عنه عليهالسلام قال : «إنّ الّذى يعالج (١) القرآن ويحفظه بمشقّة منه وقلّة حفظه له أجران» (٢).
اعلم أنّه قد روى الشيخ أبو جعفر الطوسي في «مصباح المتهجد» : أنّه من أراد حفظ القرآن فليصلّ أربع ركعات ليلة الجمعة يقرأ في الاولى : فاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الثانية : الحمد ، والدخان ، وفي الثالثة : الحمد والم تنزيل (السجدة) ، وفي الرابعة : الحمد ، وتبارك الذي بيده الملك ، فاذا فرغ من التشهّد حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله واستغفر للمؤمنين ، وقال : اللهمّ ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني من أن أتكلّف طلب ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، أللهمّ يا بديع السماوات والأرض ، ذا الجلال والإكرام ، والعزّة التي لا ترام ، أسئلك يا الله ، يا رحمن ، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتنيه ، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عنّي وأسألك أن تنوّر بكتابك بصري ، وتطلق به لساني ، وتفرّج به قلبي ، وتشرح به صدري ، وتستعمل به بدني ، وتقوّيني على ذلك وتعينني عليه ، فإنّه لا يعينني على الخير غيرك ، ولا يوفّق له إلّا أنت (٣).
ومن الوظائف : أنّه بعد تعلّمه ، أو حفظه ، كلّا ، أو بعضا لا ينبغي تركه تركا يؤدّي إلى النسيان.
ففي «الكافي» بالإسناد عن يعقوب الأحمر ، قال : قلت : جعلت فداك إنّه أصابتنى هموم ، وأشياء لم يبق شيء من الخير إلّا وقد تفلّت منّى منه طائفة ،
__________________
(١) عالج الشيء : زواله.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٦٠٦ ح ١ ـ ثواب الأعمال ص ١٣٧.
(٣) مصباح المتهجد ص ١٨٤ وعنه البحار ج ٨٩ ص ٢٨٨ ح ٣.