حتى القرآن لقد تفلّت منّى طائفة منه.
قال : ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ، ثم قال عليهالسلام : إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتى تشرف عليه من درجة من بعض الدّرجات فتقول : السلام عليك ، فيقول : وعليك السلام من أنت؟ فتقول : أنا سورة كذا وكذا ، ضيّعتني وتركتني ، أما لو تمسّكت بى بلغت بك هذه الدرجة ... الخبر (١).
وقد مرّ أيضا أنّ الأخبار الدالّة بظاهرها على حرمة الترك المؤدّي إلى النسيان كالمرويّ في «الفقيه» و «عقاب الأعمال» عن الصّادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام في حديث المناهي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ألا ومن تعلّم القرآن ثمّ نسيه لقى الله يوم القيامة مغلولا يسلّط الله بكلّ آية منها حيّة تكون قرينة الى النار إلّا أن يغفر له (٢).
فلعلّه محمول على ترك العمل به ، أو على التّرك الناشئ من التهاون والاستخفاف به.
ويؤيّده أنّ في «عقاب الأعمال» : «ثمّ نسيه متعمّدا» ، على ما فسرّ في الأخبار.
ويؤيّده أيضا نفى الحرج عنه في قول الصادق عليهالسلام لسعيد بن عبد الله الأعرج ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرّجل يقرأ القرآن ثمّ ينساه ، ثمّ يقرأه ثمّ
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٦٠٨ ح ٦ ـ منه الوسائل ج ٤ ص ٨٤٦ ح ٤.
(٢) من لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ١٢ ـ عقاب الأعمال ص ٣٣٢.