سنشير إليها في تفسير الآيات المتعلّقة بالدعاء إنشاء الله تعالى.
وكيف كان فقد ورد في كثير من الأخبار الاستشفاء والاسترقاء بكثير من الآيات.
ففي «الكافي» عن الأصبغ بن نباته عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام قال : والّذى بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله بالحقّ ، وأكرم أهل بيته ما من شيء يطلبونه (١) من حرز ، أو غرق ، أو سوق ، أو إفلات دابّة من صاحبها ، أو ضالّة ، أو آبق الّا وهو في القرآن ، فمن أراد ذلك فليسئلني منه.
قال : فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى عمّا يؤمن من الحرق والغرق فقال عليهالسلام : اقرأ هذه الآيات : (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (٢) (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٣) ، فمن قرأها فقد أمن الحرق والغرق ، قال : فقرأها رجل ، فاضطرمت النار في بيوت جيرانه ، وبيته وسطها ، فلم يصبه شيء.
ثم قال إليه آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ دابّتى استصعبت عليّ ، وأنا منها على وجل ، فقال : اقرأ في اذنها اليمنى : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (٤) فقرأها فذلّت له دابّته.
وقام إليه رجل آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ أرضى أرض مسبعة ، وإنّ السّباع تغشى منزلي ولا تجوز حتى تأخذ فريستها (٥) ، فقال : اقرأ : (لَقَدْ جاءَكُمْ
__________________
(١) في المصدر : تطلبونه.
(٢) سورة الأعراف : ١٩٦.
(٣) سورة الزمر : ٦٧.
(٤) آل عمران : ٨٣.
(٥) الفريسة (بفتح الفاء) ما تفترسه وتصتاده السبع.