موارده ومصادره إذ لم يأخذوه من أهله ، فضّلوا وأضلّوا ، ثم ذكر عليهالسلام كلاما طويلا في تقسيم القرآن الى أقسام ، وفنون ، وجوه تزيد على مائة وعشرة الى أن قال عليهالسلام وهذا دليل واضح على أنّ كلام البارئ سبحانه لا يشبه كلام الخلق ، كما لا تشبه أفعاله أفعالهم.
ولهذه العلّة وأشباهها لا يبلغ أحد معنى حقيقة تفسير كتاب الله إلّا نبيّه وأوصيائه الى أن قال عليهالسلام ثم سئلوه عن تفسير المحكم من كتاب الله عزوجل فقال : أمّا المحكم الذي لم ينسخه شيء من القرآن فهو قول الله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) (١) الآية ، وإنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه ولم يعرفوا حقيقته ، فوضعوا له التأويلات من عند أنفسهم بآرائهم ، واستغنوا بذلك عن مسئلة الأوصياء ، ونبذوا قول رسول الله صلىاللهعليهوآله وراء ظهورهم الخبر (٢).
وفي الإحتجاج عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في إحتجاجه على زنديق سأله عن آيات متشابهة من القرآن فأجابه الى أن قال عليهالسلام : وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٣) وبقوله : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (٤) ، وبقوله : (اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٥) ، وبقوله :
__________________
(١) آل عمران : ٧.
(٢) المحكم والمتشابه عن تفسير النعماني ص ٥ ، وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٨.
(٣) النساء : ٥٩.
(٤) النساء : ٨٣.
(٥) التوبة : ١١٩.