بحكم فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت (١).
وفي خطبة مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ علم القرآن ليس يعلم إلّا من ذاق طعمه ، فعلم بالعلم جهله ، وبصر به عماه ، وسمع به صممه ، وأدرك به ما قد فات ، وحيي به بعد إذ مات ، فاطلبوا ذلك من عند أهله وخاصّته فإنّهم خاصة نور يستضاء به ، وأئمة يقتدى بهم ، هم عيش العلم ، وموت الجهل ، وهم الذين يخبركم حلمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي منها خبر دخول الصوفّية على مولانا الصادق عليهالسلام واحتجاجه عليهم لمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار والزهد المذكور في «الكافي» (٣) وغيره من الأخبار فلاحظ ، بل يدلّ عليه أيضا الأخبار المتواترة الدالّة على غموض علم القرآن ، والنهي عن الخوض والتكلّم
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ٢٤٢.
(٢) يوجد ذيل الحديث في خطبتين من نهج البلاغة : الأولى خطبة ١٤٧ والثانية خطبة ٢٣٧.
(٣) الكافي ج ٥ ص ٦٥ ، وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٣٥ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث احتجاجه على الصوفية لمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار والزهد ، قال عليهالسلام : ألكم علم بناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابه الذي في مثله ضل من ضل ، وهلك من هلك من هذه الأمة؟ قالوا : بعضه فأمّا كلّه فلا ، فقال عليهالسلام لهم : فمن ها هنا أتيتم ، وكذلك أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله الى أن قال عليهالسلام : فبئس ما ذهبتم اليه ، وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل وردكم إياها لجهالتكم وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير ، والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي ـ الى أن قال عليهالسلام : دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به ، وردوا العلم الى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله ، وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابه وما أحلّ الله فيه مما حرّم ، فإنّه أقرب من الله ، وأبعد لكم من الجهل ، دعوا الجهالة لأهلها ، فإنّ أهل الجهل كثير ، وقد قال الله تعالى : (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).