وقوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) (١).
وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) (٢).
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا) (٣).
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (٤).
الى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي لا يخفى وجوه دلالتها على المطلوب فلا داعي الى الإطناب بالتقريب ، بل ربما يحصل القطع بذلك أيضا من ملاحظة بعض الخطابات الواردة فيه النازلة منزلة الخطابات الشفاهية التي لا واسطة فيها أصلا.
كقوله تعالى : يا أيّها الناس ، يا أيّها الذين آمنوا ، يا أهل الكتاب ، يا بني آدم ، يا عبادي الذين آمنوا ، يوصيكم في أولادكم ، الى غير ذلك من الآيات الكثيرة المشتملة على الخطاب لعامّة المكلفين ، أو المصدّرة بذكر المخاطب المستفاد منها كونها خطابا منه سبحانه لهم ، أو لصنف منهم المستلزم لفهمهم تلك الخطابات من دون واسطة.
ولذا ورد الأمر بسؤال الجنّة وغيرها من الخيرات ، والاستعاذة عن النار
__________________
(١) الحج : ٧٢.
(٢) يونس : ٥٧.
(٣) الإسراء : ٤١.
(٤) القمر : ٢٢.