وغيرها من الشرور عند قراءة الآيات المتضمنة لها ، وورد في كثير من الآيات الأمر بالتفكر والتدبّر عند التلاوة ، قال شيخنا الطوسي في تفسير قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (١).
إنّ فيه دلالة على بطلان قول من قال : لا يجوز تفسير شيء من ظاهر القرآن إلّا بخبر وسمع وفيه تنبيه أيضا على فساد قول من يقول : إنّ الحديث ينبغي أن يروى على ما جاء وإن كان مخالفا لأصول الديانات في المعنى لأنه سبحانه دعا الى التدبر والتفكر ، وذلك مناف للتعامي والتجاهل (٢).
وقال في تفسير (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ) الآية (٣) : أنّها تدلّ على فساد قول من زعم أنّ القرآن لا يفهم معناه إلّا بتفسير الرسول من الحشويّة (٤) وغيرهم لأنه تعالى حثّ على تدبّره ليعرفوه ويتبيّنوه (٥).
ومن هذا الباب ما يدلّ على كونه خطابا للمشركين واحتجاجا عليهم وعلى اليهود والنصارى مع أنّ ذلك يتوقف على فهمهم ولو لاه لما صحّ ذلك ومنه
__________________
(١) محمد صلىاللهعليهوآله : ٢٤.
(٢) مجمع البيان ج ٩ ص ١٤٠ ط. صيدا أفست مصطفوي.
(٣) النساء : ٨٢.
(٤) قال العلامة النسّابة الفقيه البحّاثة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي رحمهالله في تعليقاته القيّمة على «إحقاق الحق» ما هذا لفظه : الحشوية قيل بإسكان الشين لأنّ منهم المجسّمة والمجسمة محشو والمشهور أنه بفتحها نسبة الى الحشا لأنهم كانوا يجلسون أمام الحسن البصري في حلقته فوجد في كلامهم «رويا» فقال ؛ رووا هؤلاء الأحشاء الحلقة أي جانبها والجانب يسمى حشاء ومنه الأحشاء لجوانب البطن ـ أقول : كلمة رويا مفعول وجد والمراد أن الحسن رأى قوما في حلقته يستندون في كل شيء من العقليات والسمعيات برواية رويت.
(٥) مجمع البيان ج ٣ ص ٨٠ ط. صيدا.