الاغتيال والتصفية التي اتبعها معاوية مع معارضيه ، وبذلك تفقد الأمة أحد أبرز رواتها للحديث ومفسري أحكامها من أهل البيت.
وإذا كان الاغتيال والتصفية قد طالت الإمام الحسن عليهالسلام في فترة ما من حكم معاوية ، فان الإمام الحسين عليهالسلام يعاني من «الاغتيال السياسي» والتصفية الفكرية التي اتبعها معاوية بن أبي سفيان طيلة حكمه ، إذ عمد إلى تراث أهل البيت فداهمه مداهمة لم تبق إلا على القليل القليل وكان نصيب الإمام الحسين عليهالسلام الأكبر من هذا التغييب والإلغاء ـ وسيأتي الكلام فيه لا حقا ـ إذن فان الفترة السياسية التي عاشها حديث الزهراء ، وابنيها عليهمالسلام كانت فترة فتك وإلغاء وتشطيب على هذا التراث الثلاثي ، وهذا لا يعني أن حديث الزهراء والحسن والحسين كان مستهدفا وحده ، بل كان تراث الإمام علي عليهالسلام كذلك ، أي عرضة للعبث الأموي المتسلط والعباسي الجائر ، وهكذا أكثر تراث أهل البيت عليهمالسلام حيث تعرض للتجهيل والمصادرة ومن ثمّ للإلغاء ، والشطب.
المقدمة الثانية
إن حالة التقية التي كان يعيشها أهل البيت عليهمالسلام وأصحابهم أسهمت في إيقاف نشر هذا الحديث وعلى مستوى واسع ، فضلا عن تجنبهم عليهمالسلام عن الإدلاء بأي حديث من شأنه أن يجعل سبيلا للأنظمة السياسية