حديثه أن يأتي بضمير التثنية للقرآن وللعترة ، إلا أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ضمهما إلى بعض بضمير الإفراد ثم التفت بعد ذلك إلى التثنية فقال «لن يفترقا» و «تخلفوني فيهما» حيث نظر إلى الآتي من الأحداث التي جعلت البعض يفصل بينهما في تعاطيه معهما ؛ إذ نظر إلى القرآن بمفرده والعترة بمفردها منفصلة عنه وكأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد أن يشير إلى هذا التفكيك الذي ارتكبه البعض من بعده ، فقد قدّم القرآن والعترة للأمة شيئا واحدا لا ينفكان إلا أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ الأحداث القادمة في قوله «لن يفترقا» بعد ما أراد البعض تفريقهما ، و «تخلفوني فيهما» عند ما يؤول الأمر إلى أن تأتي الأحداث فينظر إلى القرآن بمنظار غير منظار العترة ، وهي إشارة دقيقة تضمنه كلامه صلوات الله عليه وعلى آله.
القرآن المصدّق
ولغرض الوقوف على شهادة القرآن فان آياته لها قابلية التصديق لأهل البيت عليهمالسلام : وبمعنى آخر فإن القرآن يحمل في ثناياه مسيرة الدعوة الإسلامية والتي يمثّل شخوصها أهل البيت عليهمالسلام.
لقد تحدّث القرآن عن سير الأنبياء وكفاحهم من أجل التوحيد ونبذ العبودية لغير الله تعالى ، فالحركة الجهادية ـ الإصلاحية التي استعرضها القرآن الكريم من خلال عرضه لقصص الأنبياء كانت شهادة تصديق لأهل البيت ، أي أن النماذج القرآنية المذكورة في الآيات تنطبق في واقعها على حياة أهل البيت ،