التفسير المغيّب
وربما يتساءل البعض عن إمكانية تفسير القرآن من الإمام الحسين ـ عليهالسلام ـ بشكله الكامل وإيداعه بعيدا عن مطاردات النظام ، ليحفظه في مستودعه الأمين ، كولده الإمام زين العابدين عليهالسلام ، دون أن يتعرض لمساس السلطة وملاحقاتها لفكر أهل البيت عليهمالسلام وطروحاتهم الإلهية ، ولم بقي تفسير الإمام الحسين عليهالسلام تحت الطلب بمقدار ما يتطلبه سؤال الراوي أو ما تفرضه المناسبة عندئذ؟!.
ولغرض الوقوف على حقيقة الأمر فاننا نذعن للسياقات التاريخية التي أوردت أن الإمام عليا عليهالسلام قد جاء للناس بالقرآن مجموعا بعد تفريقه ، فلما عرضه على القوم أبوا قبوله وردوه كما في تاريخ اليعقوبي بقوله : «أن علي بن أبي طالب كان جمعه ـ (أي القرآن) لما قبض رسول الله وأتى به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قد جمعته وكان قد جزّأه سبعة أجزاء ..» (١).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ، ص ٢٢ ، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.