وعلى الآخر كذلك ، ولا بدّ أن يكون هذا الأنموذج هم «النخبة الإلهية» المقدّمة للناس ليكون لهم الحق في الشهادة على القرآن الكريم ، إذ لا يكون لأحد الحق في هذه الشهادة ما لم يمتلك مقوماتها ، وأهلية الشهادة تتوافر على مقومات هذه النخبة المصطفاة ، وهم أهل البيت الذين أشار إليهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في موارد كثيرة تؤكد أن لهذه الثلة المصطفاة القابلية على الشهادة وإمكانية الشهود القرآني الذي ينطلق من خلاله ، ففي العديد من خطبه صلىاللهعليهوآلهوسلم أشار إلى معنى واحد ، وهو التلازم بين القرآن وبين عترته وعدم الانفكاك بينهما ، وأي تفكيك يفتعله البعض ، إنما هو خلل في التكليف حيال القرآن الكريم ، فالفصل بين العترة وبين القرآن هو تعطيل للقرآن بكل مفاصله ، بل هو إلغاء لدور القرآن وإيقاف لحيويته حتى لا يبقى سوى كتاب وعظ وإرشاد ، في حين أكد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن هناك ملازمة ضرورية لا تنفصم عراها بين الجانبين فقال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (١).
قراءة جديدة في الحديث
والنبي دقيق في عبارته ، إذ لم يجعل التثنية في الإشارة إلى القرآن والعترة بل أشار بضمير الافراد حيث قال : «ما ان تمسكتم به» ومقتضى الإثنينية الواردة في
__________________
(١) إحياء الميت في فضائل أهل البيت عليهمالسلام للسيوطي : ٤٤.