التفسير ... وتجليات الصراع
إن التفسير الذي بين أيدينا أطلعنا على حقائق هامة تتجلى فيها حقيقة الصراع بين الإمام علي والإمامين الحسنين من جهة وبين معاوية بن أبي سفيان من جهة أخرى نوجزه بالنقاط التالية :
أولا : إن الآيات التي فسّرها الإمام زين العابدين عليهالسلام تفوق بكثير ما هو موجود من روايات الأئمّة الثلاثة عليهمالسلام ، حيث لم يعاصر الإمام زين العابدين عهد معاوية بن أبي سفيان في حين عاصر الأئمّة الثلاثة عهد معاوية ، فانحسرت رواياتهم تبعا لمطاردات معاوية لأحاديثهم ومروياتهم ، وبعبارة أخرى إن الإمام زين العابدين يأتي تفسيره في كمية الروايات بعد تفسير الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام اللذين حصلا على بحبوحة من حرية الحركة في الفترة الانتقالية بين عهدي بني أمية وبني العباس ، بالرغم من أن الإمام زين العابدين هو ابن الإمام الحسين صاحب المواجهة العسكرية بين الأمويين إلا أن الإمام زين العابدين استغل فترة انتقال السلطة من الأمويين إلى المروانيين وفي ظروف سياسية تنافسية بين الأسرتين تحررت من خلالها روايات الإمام زين العابدين من الملاحقة والمراقبة ، وهذا أمر جدير بالاهتمام يعزز ما ذهبنا إليه من حالات كم أفواه الرواة وخنق الرواية للأئمّة الثلاثة في عهد معاوية بن أبي سفيان.