ثانيا : إننا نوعز قلة الروايات التفسيرية للإمام الحسين عليهالسلام أو أكثر مروياته كذلك إلى كون تفسير الإمام الحسين عليهالسلام تفسيرا تطبيقيا واقعيا ، أي اتباع الإمام أسلوب تطبيق الروايات التفسيرية على بني أمية وعلى آل علي ، فما كان من الروايات التي تشير إلى فريق الجنة وأهل الخير وحملة القرآن فتنطبق على آل البيت وشيعتهم ، وما كان من فريق السعير وأهل النفاق فهم بنو أمية وشيعتهم ، أي فرض هذا التقابل الواقعي الموضوعي لروايات الإمام الحسين حالة من التعرية لمدعيات الأمويين. لذا فانك ستجد تفسير الإمام الحسين عليهالسلام قد تعرض في تطبيقاته للواقع الخارجي الذي يعيشه المسلمون ، ويمكن أن نطلق على هذا التفسير ب «التفسير الأثري التطبيقي».
ثالثا : يعالج الإمام الحسين عليهالسلام في تفسيره القرآني كثيرا من الحالات الاجتماعية ، إلا أن تركيزه على الجانب السياسي سيكون أكبر حيث تتعرض أكثر وروايات التفسير إلى معالجة الواقع السياسي الذي أغرق الأمة بالصراعات العقيمة ، وسبّب لها متاهات كثيرة حتى عاشت الأمة الإسلامية آنذاك في تيه فكريّ أربك كثيرا من مسلمات الثقافة والوعي الإسلاميين.
رابعا : لما كان تفسير الإمام الحسين عليهالسلام تفسيرا واقعيا ـ سياسيا ، فلا بد أن يتعرض هذا التفسير إلى الإلغاء والتجهيل والتهميش خشية أن يمس صميم السياسة الأموية التي شكّلت عبئا خطيرا لا يطاق.