خامسا : إن تفسير الإمام الحسين عليهالسلام ينحاز في أكثر رواياته إلى الحديث النبوي الشريف ، وروايات الإمام أمير المؤمنين عليهماالسلام ، وعلى ما يبدو أن هذا الأسلوب الذي استخدمه الإمام الحسين عليهالسلام في مروياته عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حاول من خلاله إثبات امتداد النبي له وأنه الأحق في هذا الموروث النبوي من غيره لأنه ـ فضلا عن أنه منه وسبطه ـ فهو وريثه الشرعي والناطق باسمه والقائم بأمره.
كما أن رواياته عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام هي محاولة أخرى لإظهار شخصية الإمام علي التي حاول معاوية طمسها وإلغاءها ، فبقدر ما يذكر الإمام أمير المؤمنين بالوقيعة والشتيمة من على منابر دمشق ، فانه يذكر على أنه الوصي والوريث والقيم لرسالة السماء وعلى منابر مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من خلال ما يبذله الإمام الحسين عليهالسلام في الرواية عنه ، أي أن هذا التقابل بين الفريقين والتسابق بين الطعن وذكر الفضائل أوجد لدى المسلمين حالة استشعار بعظم مسؤوليتهم حيال شخصية الإمام علي عليهالسلام ، وأنه لا يمكن تجاهله فذلك تجاهل لشخصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلغاء لجهوده المباركة.
سادسا : إن إدانتنا للنظام الأموي في إلغاء تراثيات الإمام الحسين عليهالسلام وتهميشها ، لا يعني تحميله المسؤولية وحده ، بل إن النظام العباسي شارك