بالقسط الأكبر في ضياع الكثير من هذه الروايات ، فسياسة المطاردة لرموز الشيعة ورواتهم نما بشكل واسع وكبير في هذا العهد الذي رأى خطورة وجود قبر الإمام الحسين شاخصا وزائريه يطوفون حوله ويستزيدون من فيوضات تضحياته وعطاءاته ، مما أشعر العباسيين أن قبر الإمام يشكل تهديدا خطيرا توجسوا منه الشيء الكثير ، فما حال تراثه ومروياته فهي بالأولى أن تكون عرضة للتصفية والمطاردة والإلغاء.
سابعا : تركيز أئمة أهل البيت عليهمالسلام على مظلومية الإمام الحسين ، وتصوير مشاهد الفاجعة بشكلها الدامي والعنيف ، والقتل والتنكيل الذي وقع على الإمام الحسين وأهل بيته الطاهرين أحدث حالة من التمييز لقضية الحسين ، وكأن أهل البيت عليهمالسلام أرادوا إحداث تنبيه للذهنية العامة وعلاقة المظلومية والفاجعة بالإمام الحسين ، وبمعنى آخر أن يكون اسم الحسين مقرونا بعاشوراء الطف ، التضحية ، الدماء ، السبي ، التنكيل إلى آخرها من مفردات الفاجعة ، فالمحافظة على تراجيديا المشاهد المفجعة وعلاقتها بالإمام الحسين أمر مهم ينطلق من خلاله الأئمة إلى بيان مظلوميتهم بل وأحقيتهم كذلك ، فضلا عن ذلك فان مشاهد الفاجعة المتكررة في سيرة الإمام الحسين عليهالسلام هو مورد إدانة لأنظمة الجور التي مثلها الأمويون والعباسيون ، ووجدوا أن في قضية الإمام الحسين استمرارا لبقاء خطهم الرسالي الأصيل وحيويته.