عليهالسلام سبابته نحو السماء وقال : اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك ، كنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه ، اللهم امنعهم بركات الأرض ، وفرّقهم تفريقا ، ومزقهم تمزيقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا.
ثم صاح الحسين بعمر بن سعد : ما لك؟ قطع الله رحمك ولا بارك الله في أمرك ، وسلّط عليك من يذبحك بعدي على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم رفع الحسين عليهالسلام صوته وتلا (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ...) إلى آخر الخبر (١).
روى العياشي عن حبابة الوالبية قالت سمعت الحسين بن علي عليهالسلام يقول : ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ، قال صالح : ما أحد على ملة إبراهيم ، قال جابر : ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم.
بيان الظاهر أن صالح رواها بهذا اللفظ ، وجابر رواها باللفظ الذي روته حبابة الوالبية ، وهو الأظهر (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٥ : ٤٢ ـ ٤٤.
(٢) تفسير العياشي ١ : ١٨٥.