وكانوا يجعلون هذه القداح في خريطة ويضعونها على يد من يعتمدون عليه فيحركها ، ثم يدخل يده الى الخريطة ويخرج باسم كل رجل قدحا ، فمن خرج له قدح من القداح ذوات النصيب المفروض أخذه ، ومن خرج له من القداح غير ذوات النصيب لم يأخذ شيئا ويغرم ثلث قيمة البعير ، فلا يزال يخرج قدحا قدحا حتى يأخذ أصحاب القداح السبعة أنصباءهم ويغرم الثلاثة الذين لا نصيب لهم قيمة البعير.
(رِجْسٌ) قذر مستقذر تكرهه النفوس ، وهو خبر عن مقدر اى تعاطى الأشياء المذكورة (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) الذي هو الخيبة والمحق (فَاجْتَنِبُوهُ) أي كونوا في جانب عنه (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تفوزون بالفلاح.
واستدل أصحابنا بالآية على تحريم الخمر وتحريم بيعه وشرائه وأكل ثمنه وجميع استعمالاته ، وعلى ذلك انعقد إجماعهم ، وعنه (١) صلىاللهعليهوآله : لعن الله الخمرة وغارسها
__________________
(١) انظر الحديث بالفاظها المختلفة في الوسائل ج ٣ ص ٣٢٤ الباب ٣٤ من أبواب الأشربة المحرمة والوافي الجزء ١١ ص ٨١ ومستدرك الوسائل ج ٣ ص ١٤٣ والبحار ج ١٤ ص ٩١٣ وكذا الوسائل أيضا ج ٢ ص ٥٥٥ ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٤٥٢ باب تحريم بيع الخمر وفي كتب أهل السنة سنن البيهقي ج ٨ ص ٢٨٧ والدر المنثور ج ٢ ص ٣٢٢ والترغيب والترهيب ج ٣ ص ٢٤٩ وص ٢٥٠ وفيض القدير ج ٥ ص ٢٦٧.
ثم في بعض نسخ المصادر حارثها بالثاء المثلثة وفي بعضها بالسين المهملة وأظن ان الثاني أصح إذ على الأول لا فرق بين الغارس والحارث فيكون تكرارا وفي بعض ألفاظ الروايات عاصرها ومعتصرها فان صح فالذي يستفاد من أكثر كتب أهل اللغة وكلمات أهل الأدب ان المعتصر بمعنى طالب عصرها ففي مقاييس اللغة ج ٤ ص ٣٤٢ عصرت العنب إذا وليته بنفسك واعتصرته إذا عصر لك خاصة وفي المحكم لابن سيده ج ١ ص ٢٥٦ وقيل عصره ولى ذلك بنفسه واعتصره عصر له خاصة الا أن في فيض القدير ان المعتصر من يعتصر لنفسه نحو كال واكتال.
وفي تذييل الترغيب والترهيب لمصطفى محمد عمارة معتصرها يريد حابسها في الأواني والزجاجات قلت كل ذلك على ما ظنوه من كسر الصاد في المعتصر فان جعلناه بفتح الصاد يكون اسم مكان لان اسم المكان من المزيد على زنة اسم المفعول ويكون ملعونا على حد لعن الخمر بنفسها كما في أكثر ألفاظ الحديث.