الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنّعن خلف آذانهن فنظر إليها وهي مقبلة فلمّا جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه فلمّا مضت المرأة نظر فإذا الدّماء يسيل على صدره وثوبه فقال والله لآتينّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولأخبرنه قال فأتاه فلما رآه رسول الله قال له ما هذا فأخبره فهبط جبرئيل عليهالسلام بهذه الآية (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ) الآية.
الثانية [النور : ٣١] (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ) فلا ينظرن الى ما لا يحلّ لهن النّظر اليه ولا يخفى أنّه كالمجمل إذ لا يعلم ما يحل وما لا يحلّ ويمكن حمله على المنع من النّظر إلى الأجانب رأسا.
ويؤيّده (١) حديث ابن أم مكتوم عن أم سلمة قال كنت عند النّبي صلىاللهعليهوآله وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد ان أمرنا بالحجاب فقال احتجبا فقلنا يا رسول الله أليس أعمى فقال صلىاللهعليهوآله أفعمياوان أنتما.
كذا نقله بعض أصحابنا (٢) والّذي رواه الكليني (٣) عن احمد بن ابى عبد الله قال استأذن ابن أم مكتوم على النبي صلىاللهعليهوآله وعنده عائشة وحفصة فقال لهما قوما فادخلا البيت فقالتا إنّه أعمى فقال ان لم يركما فأنتما تريانه.
__________________
(١) الكشاف ج ٣ ص ٢٣٠ ط دار الكتاب العربي قال ابن حجر أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي واحمد وابن حبان وابن أبي شيبة وأبو يعلى والطبراني كلهم من رواية نبهان كاتب أم سلمة عنها وانظر أيضا الدر المنثور ج ٥ ص ٤٢.
(٢) منهم العلامة في التذكرة ج ٢ ص ٥٧٣ ورواه في الوسائل الباب ١٢٨ من أبواب مقدمات النكاح الحديث ٤ عن الحسن الطبرسي في مكارم الأخلاق ج ٣ ص ٣٠ ط الأميري ورواه في كنز العرفان ج ٢ ص ٢٢٢ وقلائد الدرر ج ٢ ص ١٦٦ وجوامع الجامع ص ٣٠٨ ط ١٣٢١ واستند به في المستند ج ٢ ص ٤٦٨ وقال ضعفه مجبور بالعمل.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٦٨ الباب قبل باب المرأة يصيبها البلاء في جسدها الحديث ٢ وهو في المرات ج ٣ ص ٥١٦ والوسائل الباب ١٢٨ من أبواب النكاح الحديث ١ ج ٣ ص ٣٠ ط الأميري والوافي الجزء ١٢ ص ١٢١.