بعدها تشبيها بواو الجمع.
(لا يَقُومُونَ) يوم القيامة (١) إذا بعثوا من قبورهم (إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ) الا قياما كقيام المصروع الذي يتخبطه الشيطان فيصرعه. والخبط ضرب على غير الساق كخبط العشواء (مِنَ الْمَسِّ) أي الجنون.
والكلام على التجوز ، لأن الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة ، ولكن من غلب عليه المرة أو السوداء وضعف ربما يخيل اليه الشيطان أمورا هائلة ويوسوس اليه فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله تعالى. ونسبته الى الشيطان مجازا لمكان وسوسته وقيل على الحقيقة ، إذ يجوز أن يكون الصرع من فعل الشيطان في بعض الناس دون بعض امتحانا لهم وعقوبة على ذنب صدر منهم ولم يتوبوا منه ، كما يتسلط بعض الناس على بعض فيظلمه ويأخذ ماله ولا يمنعه الله سبحانه عنه ، وليس في العقول ما ينافي ذلك.
__________________
ـ بعضها ربوا بالواو.
وقال صاحب الخزانة وتبعه صاحب الخلاصة ان رسمه بالألف بعد الباء من غير واو أكثر انتهى أقول وليس كذلك بل هما سواء في الكثرة فإن الشاطبي قد قال «وليس خلف ربا في الروم محتقرا» قال السخاوي في الوسيلة ، معناه انه غير محتقر انما كتب بالوجهين كثيرا انتهى وتوجيه الرسمين ان الرسم بالواو على لفظ التفخيم كما نص عليه الداني فالألف التي بعد الواو مزيدة تشبيها لها بواو الجمع في التطرف كما نص عليه في الكشاف واما الرسم بالألف فقط فلانه ثلاثي واوي.
ورسم الجزري في مصحفه بالوجهين حيث الحق واو صفراء بين الباء والألف إشارة إلى الخلاف ثم هو منون بالاتفاق انتهى ما في نثر المرجان قلت وقد بينا في ص ٢٦٨ ج ٢ من هذا الكتاب علة الزيادة في كتب المصاحف بما لا مزيد عليه فراجع.
(١) وقرأ ابن مسعود لا يقومون يوم القيامة الا كما يقوم نقله في فتح القدير ج ١ ص ٢٦٦ وأيد في المنار ج ٣ ص ٩٤ والميزان ج ٢ ص ٤٣٨ قول ابن عطية ان المراد تشبيه المرابي في الدنيا بالمتخبط المصروع وللعلامة الطباطبائي مد ظله في تحقيق التشبيه بيان دقيق متين وأتم مما في المنار وانسب باستدلال الآية ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربوا فراجع.