وقد حكى الإجماع على ذلك جماعة من أئمة التفسير والحديث ، كشيخ الطائفة في التبيان ، وشيخنا أبي علي في مجمع البيان. وإنّما وقع الخلاف في النقيصة ، والمعروف ـ بين أصحابنا حتى حكى عليه الإجماع ـ عدم النقيصة أيضا ...».
ثمّ أخذ في مناقشة محتمل النقص ، وأخيرا في الاستدلال على عدمه رأسا في تفصيل واسهاب يقرب من كونه رسالة مستقلّة في بابه.
جزاه الله خيرا عن القرآن وأهله ... (١)
وقال شيخ الفقهاء الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء (ت : ١٢٢٨ ه) في كتاب القرآن من موسوعته الفقهية القيّمة «كشف الغطاء» :
«لا زيادة فيه من سورة ولا آية من بسملة وغيرها لا كلمة ولا حرف. وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى ، بالضرورة من المذهب بل الدين وإجماع المسلمين واخبار النبي (ص) والأئمة الطاهرين عليهمالسلام وإن خالف بعض من لا يعتدّ به ...»
قال : «وكذا لا ريب في أنّه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديّان كما دلّ عليه صريح القرآن وإجماع العلماء في جميع الازمان ، ولا عبرة بالنادر ، وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهية من العمل بظاهرها ، ولا سيّما ما فيه من نقص ثلث القرآن أو كثير منه ، فإنّه لو كان ذلك لتواتر نقله لتوفّر الدواعي عليه ، ولاتّخذه غير أهل الاسلام من أعظم المطاعن على الاسلام وأهله. ثمّ كيف يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة على ضبط آياته وحروفه. وخصوصا ما ورد أنّه صرّح فيه بأسماء كثير من المنافقين في بعض السور ومنهم فلان وفلان ، وكيف يمكن ذلك
__________________
ـ علمائنا الاعلام أنه محفوظ ومضبوط كما أنزل لم يتبدل ولم يتغير ، حفظه الحكيم الخبير ، قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).
(١) شرح الوافية : باب حجية الكتاب من أبواب الحجج في الاصول (مخطوط).