ثم قال في ص ٦٨ في مقام نقض القول السابق بالنسبة إلى الصدوق :
انّ الصدوق أورد بنفسه روايات كثيرة في كتبه التي ألّفها والتي تدلّ على تغيير القرآن وتحريفه ونقصانه ، بدون أن يقدح فيها ويطعن ، ما يدلّ على أنّ عقيدته الأصليّة كانت طبق ما اعتقدها القوم ، فنورد هاهنا روايات تسعة من الأحاديث الكثيرة التي أوردها في كتبه ، وقد يأتي ذكر بعضها في الباب الرابع.
فأولها ما أوردها في كتابه (من لا يحضره الفقيه) الذي هو أحد الصحاح الأربعة الشيعية في كتاب النكاح تحت باب المتعة فيقول :
«أحل رسول الله (ص) المتعة ولم يحرمها حتى قبض ـ واستدل على ذلك بقوله ـ وقرأ ابن عباس فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة من الله» (١).
وثانيها ما أوردها في كتابه (الخصال) (٢) :
«حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال : حدثنا عبد الله بن بشير قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن ...» إلى آخر الحديث الآنف الذكر المرقم (لد) ـ ٣٤.
ثم قال :
وثالثها ورابعها وخامسها ما أورده في كتابه (معاني الأخبار) :
«حدثنا علي بن عبد الله الوراق وعلي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني قالا : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري قال : حدثنا أحمد بن أبي الصباح ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم ، عن أبي يونس قال :
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه للصدوق ٣ / ٤٥٩.
(٢) كتاب الخصال ص ١٧٤ ، ١٧٥ ، باب الثلاثة.