ونكّل بصبيغ بن عسل من أشراف قبيلة تميم حيث كان يدور في الأجناد ، الكوفة والبصرة يسأل عن تفسير آيات القرآن حتى بلغ جند الاسكندرية فأخبر والي الاسكندرية عمرو بن العاص الخليفة بذلك فطلب منه إرساله إلى المدينة فلما أخبر الخليفة بوصوله أحضر رطائب من جريد نخل وضربه حتى دمي رأسه فقال : يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجده ـ ثم تركه حتى برئ ثم عاد حتى اضطربت الدماء في ظهره ثم تركه حتى برئ.
وفي الثالثة قال له صبيغ : إن كنت تريد قتلي ، فاقتلني قتلا جميلا ، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت (١).
وأرسله على قتب إلى أبي موسى الأشعري ، وكتب ألّا يجالس صبيغا ، وأن يحرم عطاءه ورزقه.
قال الراوي : فلو جاءنا ونحن مائة لتفرقنا عنه.
وفي رواية أخرى : رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحلقة ، ويجلس وهم لا يعرفونه ، فيناديهم الحلقة الأخرى عزمة أمير المؤمنين عمر فيقومون ويدعونه فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالايمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان شيئا فكتب في ذلك إلى الخليفة فكتب إليه ما أخاله إلّا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة الناس فلم يزل وضيعا في قومه بعد أن كان سيدا فيهم.
في كنز العمال عن عامر الشعبي قال : كتب رجل مصحفا ، وكتب عند كل
__________________
ـ ابن سعد ط. بيروت ٦ / ٧.
(١) سنن الدارمي ١ / ٥٤ ـ ٥٥ ؛ وتفسير آية (الذاريات) بتفسير القرطبي والإتقان للسيوطي. وقد مرت مصادره مفصلا.