الله (ص) : قوموا عنّي لا ينبغي عند نبي تنازع) (١).
وعمل باجتهاده في عصر خلافته بكل شدة وقوة ورفع شعار : جردوا القرآن عن حديث الرسول ، كما مرّ بنا نقلا عن تاريخ الطبري في ذكر بعض سيرة الخليفة عمر انه كان إذا استعمل العمال خرج يشيعهم ويقول لهم : (جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن محمد وأنا شريككم). وكان من الولاة الذين أوصاهم بذلك.
أ ـ أبو موسى الأشعري : كما رواه الطبري وابن كثير : لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له : إنك تأتي قوما لهم في مساجدهم دويّ بالقرآن كدويّ النحل فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالاحاديث وأنا شريكك في ذلك قال ابن كثير : (وهذا معروف عن عمر) (٢).
ب ـ قرظة بن كعب الذي قال ما موجزه : لما سيرنا عمر إلى العراق خرج يشيعنا وقال لنا ـ خارج المدينة ـ : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله (ص) وأنا شريككم! قال قرضة : فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله (ص) وكان إذا قالوا له : حدثنا. يقول : نهانا عمر (٣).
__________________
(١) راجع صحيح البخاري ، كتاب العلم ، باب كتابة العلم ، ١ / ٢٢١ ، وكتاب الجزية ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ٢ / ١٣٦ ، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب كراهة الخلاف ٤ / ١٨٠ ، وكتاب المرضى ، باب قول المريض : قوموا عني ٤ / ٥ ، وكتاب المغازي ، باب مرض النبي (ص) ٣ / ٦٢ ، وكتاب الجهاد والسير ، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم ١٢٠٢ ؛ وصحيح مسلم ، كتاب الوصية ، باب ترك الوصية بآخر الباب ، ٥ / ٧٥ وراجع سائر مصادره في أول بحث السقيفة من (عبد الله بن سبأ ج ١).
(٢) تاريخ الطبري بترجمة الخليفة عمر ؛ وتاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧.
(٣) تذكرة الحفاظ ١ / ٧ ؛ وسنن الدارميّ ١ / ٨٥ ؛ ومستدرك الحاكم ١ / ١٠٢ ؛ وطبقات ـ