وهكذا لم نجد لرواية واحدة منها سندا صحيحا ، ما عدا بعض روايات تفسير (الصلاة الوسطى) في الباب الحادي عشر ، والتي كان ثلاث روايات منها منتقلة من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت ، وأربع عشرة رواية منها مشتركة بين المدرستين.
وعليه لم يصدق الأستاذ ظهير عند ما قال : «ألف حديث شيعي في تحريف القرآن» ، فإنّ مجموع الروايات التي استشهد بها لا يبلغ الألف رواية ، ولم نجد فيها رواية صحيحة ، تدلّ على تحريف القرآن ـ والعياذ بالله ـ أضف إلى ذلك ، أنّ قسما منها روايات انتقلت من مدرسة الخلفاء إلى مدرسة أهل البيت ، وقسما منها مشتركة بينهما ، كما بيّنّاه.
ووجدنا في متون الروايات ممّا زعموا أنّه أسقط من القرآن الكريم ، أو حرّف ، عبارات يمجّها كلّ عربيّ اللّسان مثل : (غير إخراج ـ مخرجات) ، ومثل سورة النورين السخيفة ، التي عدّها الشيخ النوري سورة أسقطت من القرآن! يدرك ذلك كلّ عربي اللّسان ، سليم الذوق ، ليس وراء إثبات تحريف القرآن.
ومرّة أخرى رضوان الله ـ تعالى ـ على الإمام الخمينيّ الذي قال :
«... والعجب من معاصريه (أي الشيخ النوري) ، من أهل اليقظة ، كيف ذهلوا وغفلوا ، حتّى وقع ما وقع ، ممّا بكت عليه السموات ، وكادت تتدكدك على الأرض».