ثالثا ـ من أية سورة حذفت واسقطت «آية الرجم»؟ من سورة النور أم من سورة الأحزاب؟! ومتى حذف واسقط من القرآن ما اسقط وحذف؟ أفي زمن أبي بكر كان ذلك؟!
وقد مرّ بنا في المجلد الثاني من هذا الكتاب : انه اشترك ممّن جمع القرآن في قتال مسيلمة على عهد أبي بكر قريبا من ثلاثة آلاف قارئ استشهد منهم خمسة وخمسون ذكر خليفة بن خياط أسماءهم (١). وعلى هذا بقى منهم الفان وتسعمائة ونيف وخمسون قارئا قد جمع القرآن. وكم كان في من تخلّف من ذلك الجيش ممّن جمع القرآن في مكة والطائف والمدينة واليمن وسائر القبائل العربية ممّن جمع القرآن؟ وكيف سقطت آية الرجم وغيرها من سورة الأحزاب من كلّ اولئك؟! أليس ذلك من المحال عادة؟!.
رابعا ـ من الذي اسقط ممّا أسقط من القرآن الكريم مثل آيات الرجم ولأية غاية أسقط أمثال آيات الرجم؟ وهل كان هناك شيخ وشيخة أتيا الفاحشة وأسقطا آية الرجم من القرآن الكريم لئلّا يرجما؟! لست أدري! ولا الشيخ المحدّث يدري!.
اخترعت مدرسة الخلفاء لعلاج كل ذلك ، القول بنسخ التلاوة وبقاء الحكم!
ولست أدري ما الحكمة في نسخ تلاوة آية بقى حكمه؟! ولم يقبل ذلك منهم علماء مدرسة أهل البيت ما عدا الشيخ الطوسي (ره) فقد أخذ برأيهم وقال في مقدمة تفسيره التبيان :
«والثاني ما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم فإنّ وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي
__________________
(١) راجع تاريخ خليفة بن خياط (ت : ٢٣٠ ه) فقد ذكر أسماء من استشهد وقبائلهم فردا فردا.