قال محمد بن الفرج كتب إلي أبو جعفر احملوا إلي الخمس فإني لست آخذه منكم سوى عامي هذا فقبض ع في تلك السنة ذكر أن ذلك منقول من كتاب نوادر الحكمة.
الفصل الرابع في ذكر بعض مناقبه وفضائله ع كان ع قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكم والآداب مع صغر سنه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي الأسنان من السادات وغيرهم ولذلك كان المأمون مشعوفا به لما رأى من علو رتبته وعظيم منزلته في جميع الفضائل فزوجه ابنته أم الفضل وحملها معه إلى المدينة وكان متوفرا على إعظامه وتوقيره وتبجيله وذكر بعد هذا مناظرته بين يدي المأمون وسؤال يحيى بن أكثم له وأمورا ذكرتها آنفا وقال مضى ع إلى المدينة ولم يزل بها حتى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أول سنة عشرين ومائتين فأقام بها حتى توفي في آخر ذي القعدة من السنة وقيل إنه مضى ع مسموما وخلف من الولد عليا ابنه الإمام وموسى وفاطمة وأمامة ابنتيه ولم يخلف غيرهم انتهى كلامه.
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى عفى الله عنه بمنه وكرمه ـ الجواد ع في كل أحواله جواد وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة من أجواد فاق الناس بطهارة العنصر وزكاء الميلاد وافترع قلة العلاء فما قاربه أحد ولا كاد مجده عالي المراتب ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ومنصبه يشرف على المناصب إذا أنس الوفد نارا قالوا ليتها ناره لا نار غالب له إلى المعالي سمو وإلى الشرف رواح وغدو وفي السيادة إغراق وعلو وعلى هام السماك ارتفاع وعلو وعن كل رذيلة بعد وإلى كل فضيلة دنو تتأرج المكارم من أعطافه ويقطر المجد من أطرافه وتروى أخبار السماح عنه وعن أبنائه وأسلافه فطوبى لمن سعى في ولائه والويل لمن رغب في خلافه إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي والمفاخر كان له صفاياها وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها وأسماها يباري الغيث جوادا وعطية ويجاري الليث نجدة وحمية ويبذ السير سيرة رضية