قد وقع من النبوة في أكناف عناصرها ووضع من الرسالة أخلاف أواصرها ونزع من القرابة بسجال معاصرها وبرع في صفات الشرف فعقدت عليه بخناصرها واقتنى من الأنساب شرف نصابها واعتلى عند الانتساب على شرف أحسابها واجتنى جنى الهداية من معادنها وأسبابها فهو من ولد الطهر البتول المجزوم بكونها بضعة من الرسول فالرسالة أصله وأنها لأشرف العناصر والأصول.
فأما مولده بسر من رأى في ثالث عشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين للهجرة
. وأما نسبه أبا وأما فأبوه أبو محمد الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين وقد تقدم ذكر ذلك مفصلا.
وأمه أم ولد تسمى صقيل(٢) وقيل حكيمة وقيل غير ذلك.
وأما اسمه فمحمد وكنيته أبو القاسم ولقبه الحجة والخلف الصالح وقيل المنتظر.
وأما ما ورد عن النبي ص في المهدي من الأحاديث الصحيحة فمنها ما نقله الإمامان أبو داود والترمذي رضي الله عنهما كل واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ص يقول المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ويملك سبع سنين.
ومنها ما أخرجه أبو داود بسنده في صحيحه يرفعه إلى علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي
__________________
(١) وفي بعض النسخ «صيقل» بتقديم الياء.