ودفن في ظهر جده أبي الحسن موسى ع.
وعن علي بن خالد قال كنت بالعسكر (١) فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من الشام مكبولا (٢) وقالوا إنه تنبأ (٣) قال فأتيت الباب ودفعت شيئا للبوابين حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم وعقل فقلت له يا هذا ما قضيتك قال إني كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسين ع فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال لي قم فقمت معه فمشى بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد فقلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى وصليت معه ثم انصرف وانصرفت معه ومشى قليلا فإذا نحن بمسجد الرسول ص فسلم على رسول الله ص وصلى وصليت معه ثم خرج وخرجت معه فمشى قليلا وإذا نحن بمكة فطاف بالبيت وطفت معه ثم خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه أعبد الله بالشام وغاب الشخص عني فبقيت متعجبا حولا مما رأيت.
فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به فدعاني فأجبته ففعل كما فعل في العام الماضي فلما أراد مفارقتي بالشام قلت له سألتك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر فحدثت من كان يصير إلي بخبره فرقي (٤) ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيات فبعث إلي من أخذني وكبلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى وادعي علي المحال فقلت له فأرفع عنك قصة إلى محمد بن عبد الملك
__________________
(١) هي اسم مواضع ويقال نسر من رأى أيضا لان المعتصم بناها وانتقل إليها بعسكره.
(٢) أي مقيدا :
(٣) أي ادعى النبوّة
(٤) أي بلغ.