لا حاجة لي فيها ثم قال اعرض علينا فقال ما عندي إلا جارية مريضة فقال ما عليك أن تعرضها فأبى عليه فانصرف ثم أرسلني من الغد فقال لي قل له كم كان غايتك فيها فإذا قال لك كذا وكذا فقل له قد أخذتها به فأتيته فقال ما أريد أن أنقصها من كذا وكذا فقلت قد أخذتها فقال هي لك ولكن أخبرني من الرجل الذي كان معك بالأمس قلت رجل من بني هاشم قال من أي بني هاشم فقلت ما عندي أكثر من هذا فقال أخبرك أني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت ما هذه الوصيفة معك قلت اشتريتها لنفسي فقالت ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلا قليلا حتى تلد له غلاما لم يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله قال فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت له عليا ع.
قلت قد تقدم ذكر هذه القصة.
وعن صفوان بن يحيى قال لما مضى أبو إبراهيم ع وتكلم أبو الحسن الرضا ع خفنا عليه من ذلك فقيل له إنك قد أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك هذا الطاغية (١) فقال ليجهد جهده فلا سبيل له علي.
وعن الغفاري قال كان لرجل من آل أبي رافع مولى رسول الله ص يقال له فلان له علي حق فتقاضاني وألح علي فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله ص ثم توجهت نحو الرضا ع وهو يومئذ بالعريض (٢) فلما قربت من بابه وإذا هو قد طلع على حمار وعليه قميص ورداء فلما نظرت إليه استحييت منه فلما لحقني وقف ونظر إلي فسلمت عليه وكان شهر رمضان فقلت جعلت فداك إن لمولاك فلان علي حقا وقد والله شهرني (٣) وأنا أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني وو الله ما قلت له كم له علي ولا سميت له شيئا
__________________
(١) يعني الرشيد : هارون.
(٢) عريض ـ كزبير ـ مصغرا : واد بالمدينة فيها أموال لأهلها.
(٣) أي فضحنى.