على أخيك فهو أكبر منك فقال إني سمعت جدي ص يقول أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضى الآخر كان سابقه إلى الجنة وأنا أكره أن أسبق أخي الأكبر فبلغ قوله الحسن ع فأتاه عاجلا.
وأنت أيدك الله متى أردت أن تعرف مناقب هؤلاء القوم ومزاياهم وخلالهم الشريفة وسجاياهم وتقف على حقيقة فضلهم الجزيل وتطلع من أحوالهم على الجملة والتفصيل وتعلم ما لهم من المكانة بالبرهان والدليل فتدبر كلامهم في مواعظهم وخطبهم وأنحائهم ومقاصدهم وكتبهم تجده مشتملا على المفاخر التي جمعوها وغوارب الشرف التي افترعوها وغرائب المحاسن التي سنوها وشرعوها فإن أفعالهم تناسب أقوالهم وكلها تشبه أحوالهم فالإناء ينضح بما فيه والولد بضعة من أبيه وليس من يضله الله كمن يهديه ولا من أذهب عنه الرجس وطهره كمن حار في ليل الباطل فهو أبدا فيه والكريم يحذو حذو الكريم والشرف الحادث دليل على الشرف القديم والأصول لا تخيب والنجيب ابن النجيب وما أشد الفرق بين البعيد والقريب والأجنبي والنسيب.
فالواحد منهم ع يجمع خلال الجميع ويدل على أهل بيته دلالة الزهر على الربيع ولو اقتصرت على ذكر مناقب أحدهم ع لم أك في حق الباقين مقصرا ولناداني لسان الحال اكتف بما ذكرت فدليل على الذي لا تراه الذي ترى نفعني الله بحبهم وقد فعل وألحقني بتربة أوليائهم ومحبيهم الأول وأوزعني أن أشكر فضله وإن عظم عن الشكر وجل.
فأما شعره ع فقد ذكر الرواة له شعرا ووقع إلي شعره ع بخط الشيخ عبد الله أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي رحمة الله عليه وفيه قال أبو مخنف لوط بن يحيى أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي ع إنما هو ما تمثل به وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من مظانه وأماكنه ورويته عن ثقات الرجال منهم عبد الرحمن بن نخبة الخزاعي وكان عارفا بأمر أهل البيت ع ومنهم المسيب بن رافع المخزومي وغيره