رجال كثير ولقد أنشدني يوما رجل من ساكني سلع (١) هذه الأبيات فقلت له أكتبنيها فقال لي ما أحسن ردائك هذا وكنت قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير فطرحته عليه فأكتبنيها وهي.
قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ع
ذهب الذين أحبهم |
|
وبقيت فيمن لا أحبه |
فيمن أراه يسبني |
|
ظهر المغيب ولا أسبه |
يبغي فسادي ما استطاع |
|
وأمره مما أدبه |
حنقا يدب إلى الضراء |
|
وذاك مما لا أدبه |
ويرى ذباب الشر من |
|
حولي يطن ولا يذبه (٢) |
وإذا جنا وغر الصدور |
|
فلا يزال به يشبه (٣) |
أفلا يعيج بعقله |
|
أفلا يتوب إليه لبه (٤) |
أفلا يرى أن فعله |
|
مما يسور إليه غبه (٥) |
حسبي بربي كافيا |
|
ما أختشي والبغي حسبه |
ولقل من يبغى عليه |
|
فما كفا الله ربه (٦) |
وقال ع :
إذا ما عضك الدهر فلا تجنح إلى خلق |
|
ولا تسأل سوى الله تعالى قاسم الرزق |
فلو عشت وطوفت من الغرب إلى الشرق |
|
لما صادفت من يقدر أن يسعد أو يشقي |
__________________
(١) سلع ـ بفتح السين وسكون اللام ـ : موضع بقرب المدينة وحصن بوادي موسى عليه السلام بقرب بيت المقدس
(٢) طن الذباب : صوت.
(٣) وغر الصدور : حرها. وجنا : سكن. ويشبه : يشعله ويوقده ه. م.
(٤) يعيج : يقيم ويرجع. ويثوب : يرجع. ولبه. عقله. ه. م.
(٥) سار إليه سورا : وثب وثار. وغب الامر : عاقبته وآخره.
(٦) ويروى : «الا كفاه البغى ربّه». ه. م.