أوردناه كفاية.
الفصل الرابع في ذكر طرف من خصائصه ع وأخباره ذكر في هذا الفصل حديث إشخاصه من المدينة وحديث خان الصعاليك الذي أنزل فيه عند قدومه سر من رأى قال وكان المتوكل يجتهد في إيقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك وله معه أحاديث يطول بذكرها الكتاب فيها آيات ودلالات ذكرنا بعضها وفي إيراد جميعها خروج عن الغرض في الإيجاز.
وله من الأولاد ابنه أبو محمد الحسن الإمام بعده والحسين ومحمد وجعفر الملقب بالكذاب وابنته غالية وكان مقامه بسر من رأى إلى أن توفي ع عشرين سنة وأشهرا.
قال أفقر عباد الله تعالى إلى رحمته ـ علي بن عيسى أغاثه الله في الدنيا والآخرة برحمته شرف مولانا الهادي ع قد ضرب على المجرة قبابه ومد على النجوم أطنابه ووصل بأسباب السماء أسبابه فما تعد منقبة إلا وله نخيلتها ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها ولا تورد حسنة إلا وله تفصيلها وجملتها ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها استحق ذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم فحفظه من الشوب حفظة الراعي لقلائصه (١) فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة ومباره إلى العفاة واصلة ورباع العرف بوجوده وجودة أهله جرى من الوقار والسكينة والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة والشفقة والرأفة والحزم والحصافة والحنو على الأقارب والأباعد والحدب على الولي والحاسد على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس قدسية لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها وطريقة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها.
إن السري إذا سرا فبنفسه |
|
وابن السري إذا سرا أسراهما |
إذا قال بذ الفصحاء وحير البلغاء وأسكت العلماء إن جاد بخل الغيث
__________________
(١) جمع القلوص : الشابة من الإبل.