فلا تتولهم ولا تعد مرضاهم ولا تشهد جنائزهم (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) من جحد إماما من الله أو أزاد إماما ليست إمامته من الله كان كمن قال (إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) إن الجاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا وكان السائل لا يعلم أن عمه منهم فأعلمه ذلك آخر ما نقلته من كتاب الراوندي.
وقال الطبرسي في كتابه إعلام الورى الباب العاشر في ذكر الإمام الزكي أبي محمد الحسن بن علي ع وفيه أربعة فصول.
الفصل الأول في تاريخ مولده ومبلغ سنه ووقت وفاته ع كان مولده بالمدينة يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وقبض بسر من رأى لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين وله يومئذ ثمان وعشرون سنة وأمه أم ولد يقال لها حديث وكانت مدة خلافته ست سنين ولقبه الهادي والسراج والعسكري وكان هو ع وأبوه وجده يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا وكانت في سني إمامته بقية ملك المعتز أشهر ثم ملك المهتدي أحد عشر شهرا وثمانية وعشرين يوما ثم ملك أحمد المعتمد على الله ابن جعفر المتوكل عشرين سنة وأحد عشر شهرا وبعد مضي خمس سنين من ملكه قبض الله أبا محمد ع ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه ع وذهب كثير من أصحابنا إلى أنه ع مضى مسموما وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمة ع خرجوا من الدنيا بالشهادة واستدلوا على ذلك. بما روي عن الصادق ع والله ما منا إلا مقتول أو شهيد والله أعلم بحقيقة ذلك.
قلت قد تقدم قبل هذا أنه ع كتب أني نازلت الله في هذا الطاغي يعني المستعين والطبرسي لم يعد المستعين من الخلفاء الذين كانوا في زمانه ع وكان هذا وأمثاله من غلط الرواة والنساخ فإن المستعين بويع له في أوائل ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين وكانت مدة ملكه ثلاث سنين وتسعة أشهر وقيل ثمانية أشهر فلا يكون ملكه في أيام إمامة أبي محمد ع فكيف ينازل الله فيه فإما أن يكون غير المستعين أو يكون المنازل أبو الحسن أبوه ع وللتحقيق حكم.