ألفّ إلى يومي هذا أكثر حيطة وأمانة في النقل من المؤ لّف قدّس سرّه ، وهذه شهادة جاءت بعد سبر الكتاب أكثر من خمس مرّات من أوّله إلى آخره عدا مراجعاتي المتكرّرة له خلال عملي .. وسأورد أمثلة لذلك في باب أدب الشيخ طاب رمسه ودقّته ..
كما أنّ توريق الكتاب ـ خاصّة باب الضبط منه ـ يهديك إلى سخافة هذا القول ومخالفته للوجدان ; حيث ما من مورد نقله رحمه الله من المشتركات إلاّ ونصّ عليه باسمه واستخرجناه فى ذيله ..! وأتحدّى القائل وغيره أن يذكر لي ـ ولو مورداً واحداً ـ ممّا نقله الشيخ عن المشتركات ولم ينصّ فيه على اسمه ونقله ..! إلاّ أن يكون ذلك على نحو التوارد.
وممّا أورد على شيخنا طاب ثراه ـ أيضاً ـ أنّه لم يكن رجالياً ، بل فقيهاً أُصولياً ، وأقحم نفسه في هذا الفن ..!!
وفيه : أوّلاً : إنّ هذا ممّا يضحك الثكلى ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن يقال هذا ممّن يدّعي العلم بل زيادة ، ويكفي كتابه لردّه ، ولو سلّمنا فقبول الكلّ وإقرارهم به كاف في ردّه.
وثانياً : إنّه يصرّح قدّس سرّه في أوّل ديباجة كتاب التنقيح (١) بل من أوّل الأمور التي يتعرّض لها فيقول : إنّي منذ ست عشرة سنة ـ عند تصنيف
مقباس الهداية ـ قد وعدت الإخوان أن أصنّف كتاباً في علم الرجال .. إلى
__________________
(١) تنقيح المقال ١ /٣ [الطبعة الحجرية].