والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ـ جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ـ والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.
ثانيهما : أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميتاً بالاسترحام والترضي ; لأ نّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ..
وإنّي طول عمري ; وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير ، والحرمان من الأُنس والراحة .. إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية .. فأثّر في جسدي ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ .. وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به .. عليه توكلت وإليه أنيب.
واسأله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة ، إنّه ذو فضل عظيم .. وكرم جسيم ..
* * *