عمدة ما أوجب بلوغ رغبتي في تصنيفه وإتمامه إلى درجة العشق ، بحيث لم أكن أدرك التعب حين الاشتغال به ، وكنت عند القيام منه للنوم أو الصلاة أرى قرب جسدي من [ان] لا يكون به حراك ..!
وقال في مخزن المعاني(١) ـ بعد أن نقل كرامة الإمام الصادق عليه السلام له في المنام ـ : وممّا وجدت من أثر ذلك إنّي إلى تلك الليلة لم أكن إتمكّن في تمام اليوم والليلة ... من تحرير أزيد من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أصنّف في كل يوم وليلة ثماني أوراق إلى أسبوع ، ثم بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت اُصنّف في كل يوم وليلة عشر أوراق ـ التي هي أربعمائة وخمسون بيتاً (٢) تقريباً ـ مع كل ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه .. وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كل يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ، كما اتفق لي ذلك كثيراً .. وبعد ذلك في كل سنة خمسة مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسعة مجلدات في سنة .. وهكذا .. إلى آخره.
وآخر ما رشح من قلمه الطاهر ونفسه المجاهد عطّر الله مرقده ما جاء في آخر الكتاب ذيل خاتمة الخاتمة التي وضعها مستدركات
__________________
(١) مخزن المعاني ٠/١٩٤ ـ ١٩٥ [الطبعة المحقّقة].
(٢) سلف أن حدّدنا مقدار البيت الذي هو بمعنى السطر عندنا. والورقة قيل تحوي ٤٠ إلى ٤٥ سطر ، ويقصد بها هنا الصفحة ، أي وجه الورقة.