ـ الثانية سين مهملة ـ أبو جعفر السرويّ المازندرانيّ رشيدالدين الشيعيّ ، أحد شيوخ الشيعة ، حفظ أكثر القرآن وله ثمان سنين ، وبلغ النهاية في اُصول الشيعة ، كان يرحل إليه من البلاد ، ثمَّ تقدّم في علم القرآن والغريب والنحو ، ووعظ على المنبر أيّام المقتفي ببغداد ، فأعجبه وخلع عليه ، وكان بهيّ المنظر ، حسن الوجه والشيبة ، صدوق اللّهجة ، مليح المحاورة ، واسع العلم ، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد ، لا يكون إلّا على وضوء ، أثنى عليه ابن أبي طيّ في تاريخه ثناءاً كثيراً . ا هـ .
وقال السيوطيّ في بغية الوعاة : قال الصفديّ : كان متقدِّماً في علم القرآن والغريب والنحو ، واسع العلم ، كثير العبادة والخشوع . ا هـ .
وقال الفيروزآباديّ في كتاب البلغة في تراجم أئمّة النحو واللّغة ـ بعد عنوانه ـ : بلغ النهاية في اُصول الشيعة ، تقدّم في علم القرآن واللّغة والنحو ، ووعظ أيّام المقتفي فأعجبه وخلع عليه ، وكان واسع العلم ، كثير العبادة ، دائم الوضوء . ا هـ .
وقال محمّد بن عليّ المالكيّ في طبقات المفسّرين : أحد شيوخ الشيعة ، اشتغل بالحديث ، ولقى الرجال ، ثمَّ تفقّه وبلغ النهاية في فقه أهل مذهبه ، ونبغ في الاُصول حتّى صار رحلة ، ثمَّ تقدّم في علم القرآن والقراءات والتفسير والنحو ، وكان إمام عصره ، وواحد دهره ، أحسن الجمع والتأليف وغلب عليه علم القرآن والحديث ، وهو عند الشيعة كالخطيب البغداديّ لأهل السنّة في تصانيفه وتعليقات الحديث ورجاله ومراسيله ومتّفقه ومتفرّقه ، إلى غير ذلك من أنواعه ، واسع العلم ، كثير الفنون ، مات في شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، قال ابن أبي طيّ : ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطّة الحنبليّ وابن بطّة الشيعيّ حتّى قدم الرشيد فقال : ابن بطّة الحنبليّ بالفتح والشيعيّ بالضمّ . انتهى . (١)
وترجمه أيضاً ابن حجر العسقلانيّ في لسان الميزان ج ٥ ص ٣٠١ .
________________________
(١) راجع خاتمة المستدرك ص ٤٥٦ و ٤٨٥ .