( المقدمة الثانية )
* ( في تراجم مؤلفي مصادر الكتاب ) *
الصدوق : محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ . أبو جعفر الصدوق .
الثناء عليه : أمره في العلم والفهم والثقافة والفقاهة والجلالة والوثاقة وكثرة التصنيف وجودة التأليف فوق أن تحيطه الأقلام ويحويه البيان ، وقد بالغ في إطرائه والثناء عليه كلُّ من تأخَّر عنه ، وفي مقدَّمهم الرجاليُّ الكبير النجاشيُّ حيث قال في فهرسه :
محمّد بن عليِّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ أبو جعفر نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ . اه
وتبعه الشيخ الطوسيُّ في رجاله وفهرسه ، ووصفه بأنّه كان حافظاً للأخبار ، بصيراً بالرجال ، ناقلاً للآثار ، لم ير في القميّين مثله في حفظه وكثرة علمه .
وأثنى عليه العلّامة في الخلاصة ، وابن إدريس في السرائر ، والأسترآباديُّ في منهج المقال وفي الوسيط ، وأبو عليّ في منتهى المقال ، والتفرشيُّ في نقد الرجال ، والأردبيليُّ في جامع الرواة ، والخونساريُّ في روضات الجنّات ، والمامقانيُّ في تنقيح المقال ، و أورد ترجمته الخطيب في تاريخ بغداد .(١) والباحث يرى فيها وفي غيرها من المعاجم والتراجم توثيقه وإكباره وتبجيله ، وناهيه عن تلكم التراجم كلّها ما في الفوائد الرجاليّة للعلّامة بحر العلوم قدِّس سرُّه وإليك نصّه :
محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو جعفر القميّ شيخٌ من مشائخ الشيعة وركن من أركان الشريعة ، رئيس المحدِّثين ، والصدوق فيما يرويه عن الأئمّة الصادقين ، ولد بدعاء صاحب الأمر والعصر عليهالسلام ، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر ، ووصفه الإمام عليهالسلام في التوقيع الخارج من الناحية المقدَّسة بأنَّه : فقيهٌ ، خيّرٌ ، مباركٌ ينفع الله به . فعمَّت بركته الأنام ، وانتفع به الخاصُّ والعامُّ ، وبقيت آثاره ومصنّفاته
________________________
(١) ج ٣ ص ٨٩