* ( والده ) *
( المجلسي الأوّل )
هو محمّد تقيّ بن مقصود عليّ المجلسيّ من أعاظم علماء الإماميّة وأجلّائهم ، ذكره العلماء في تراجمهم مقروناً بالحفاوة والإجلال ، مرموقاً بعين الإكبار والاحترام . قال المولى الأردبيليّ : محمّد تقيّ بن المقصود عليّ الملقّب بالمجلسيّ وحيد عصره ، فريد دهره ، أمره في الجلالة والثقة والأمانة وعلوّ القدر وعظم الشأن وسموّ الرتبة والتبحّر في العلوم أشهر من أن يذكر ، وفوق ما يحوم حوله العبارة ، أورع أهل زمانه وأزهدهم وأتقاهم وأعبدهم ، بلغ فيضه ديناً ودنياً بأكثر أهل زمانه من العوام والخواصّ ، ونشر أخبار الأئمّة صلوات الله عليهم بإصفهان جزاه الله تعالى خير جزاء المحسنين . (١)
وقال الشيخ حرّ العاملي في كتابه أمل الآمل ص٦١٠ : كان فاضلاً ، عالماً ، محقّقاً ، متبحّراً ، زاهداً ، عابداً ، ثقةً ، متكلّماً ، فقيهاً .
وقال صاحب حدائق المقرّبين : كان في علوم الفقه والتفسير والحديث والرجال فائق أهل الدهر ، وفي الزهد والعبادة والتقوى والورع وترك الدنيا تالياً تلو اُستاده الأوّل ، (٢) مشتغلاً طول حياته بالرياضات والمجاهدات ، وتهذيب الأخلاق ، والعبادات ، وترويج الأحاديث ، والسعي في حوائج المؤمنين ، وهداية الخلق ، وانتشر بيمن همّته أحاديث أهل البيت ، واهتدى بنور هدايته الجمّ الغفير . ونقل في بعض مؤلّفاته الرائقة قال : اتّفق لي التشرُّف بزيارة العتبات العاليات فلمّا وردت النجف الأشرف اخذ في الشتاء فعزمت على الإقامة هنا فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليهالسلام يلاطف بي كثيراً ويقول : لا تقم بعد ذلك ههنا ، واخرج إلى بلدك إصفهان ، فإنّ وجودك في ذلك المكان أنفع وأبرُّ وبالغت كثيراً في استدعاء الرخصة عنه في التوقّف فلم ينفع ذلك شيئاً وقال : إنّ الشاه عبّاس قد توفّي في هذه السنة ، وإنّما يجلس مجلسه الشاه صفيّ الصفويّ ويحدث في بلادكم الفتن الشديدة والله تبارك وتعالى يريد أن تكون في هذه النائرة
________________________
(١) جامع الرواة ج ٢ ص ٨٢ .
(٢) أراد به المولى عبد الله التسترى .