بدر الدين السبكيّ المتوفّى سنة ٧٦٩ أنّه قال في محاسن الوسائل في معرفة الأوائل : إنّ أوّل كتاب صنّف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلاليّ ، انّ كتاب سليم هذا كان من الاُصول الشهيرة عند العامّة فضلاً عن الخاصّة ، وسيأتي في الفصل الثاني عن المصنّف أنّ كتاب سليم في غاية الاشتهار ، وقد طعن فيه جماعة ، والحقّ أنّه من الاُصول المعتبرة .
وبعد ذلك كلّه لا مجال لما حكي عن ابن الغضائريّ في الكتاب ومؤلّفه .
هذا جملة القول حول الكتاب وإن شئت الزيادة فليراجع إلى الروضات وتنقيح المقال والذريعة . وقد طبع الكتاب على صورته الأصليّة في النجف أخيراً .
( الصهرشتي )
هو نظام الدين أبو الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتيّ (١) .
كان عالماً كاملاً فقيهاً وجهاديّاً ثقة ، شيخاً من شيوخ الشيعة ، من كبار تلامذة السيّد المرتضى والشيخ الطوسيّ قدّس الله روحهما ، راوياً عنهما وعن المفيد وعن أبي يعلى محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفريّ ، وأبي الحسين أحمد بن عليّ الكوفيّ النجاشيّ (٢) ، وأبي الفرج المظفّر بن عليّ بن حمدان القزوينيّ وأبي المفضّل الشيبانيّ وعن الشيخ أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه ابن أخي الصدوق ، وعن الشيخ أبي الحسن محمّد بن الحسين الفتّال (٣) ، ويروي عنه الشيخ الحسن بن الحسين بن بابويه المعروف بحسكا و غيره (٤) .
________________________
(١) صهرشت بكسر الصاد وسكون الهاء وفتح الراء وسكون الشين لعله نسبة إلى صهرشت من بلاد الديلم وقد اختلف تعبيرات الاصحاب في تكنيته بأبي الحسن أو أبي عبد الله ، وفي اسمه بسليمان أو سلمان ، وفي اسم والده بالحسن أو الحسين أو الحصين ـ بالصاد ـ وفي اسم جده بسليمان أو محمد بن عبد الله أو محمد بن سليمان ، واستظهر صاحب الرياض أن الجميع تعبيرات عن شخص واحد .
(٢) حكى صاحب الرياض عنه أنه قال في كتاب قبس المصباح بعد ذكر النجاشي : أخبرني ببغداد في آخر شهر ربيع الاول سنة ٤٤٢ ، وكان شيخاً بهياً ثقة صدوق اللسان عند الموافق والمخالف .
(٣) أخبره ببغداد في رجب سنة ٤٤٢ . راجع رياض العلماء .
(٤) راجع رياض العلماء ، والبحار الفصل الاول ، والمقابس ص ١٢ .