وله المنُّ أصحَّ ـ وأمتن وأكمل من غيرها (١) ، وعند الله أحتسب عناي في ذلك وما قاسيت من المشاق والمتاعب وسهر اللّيل ويقظة الهواجر ، وابيضاض لمّتي في سبيل ذلك .
فلعلَّ الباحث الكريم الناظر في هذه الوريقات ، لا ينازعني أن أغتنم هذه الفرصة ، فأتكلّم حول الكتاب وسيرة مؤلّفه العلامة في تدوينه ، بكلمة موجزة يحضرني عاجلاً ، بعد ما أحطت به خبراً وفي غوره سبراً وتحقيقاً ونقداً طيلة عشر سنوات فأقول : ومن الله العصمة :
أما الكتاب ، فهو الجامع الوحيد الّذي يجمع في طيّه آلافاً من أحاديث الرسول وأهل بيته وآثارهم الذهبيّة ومآثرهم الخالدة في شتّى معارف الدين الدائرة بين المسلمين ، فقد استوعب في كلّ كتاب من كتبه وكلّ باب من أبوابه ما يناسب عنوان الباب لا يشذُّ عنه شاذٌّ .
وأقلُّ فائدة في ذلك أنَّ الباحث عن موضوع من المعارف الدينيَّة يجد كمال بغيته وتمام أمنيّته حاضراً عنده كالمائدة بين يديه : قد قرِّب له كلُّ بعيد نادر ، و اُتيح له كلُّ مستوعر شارد ، فيتمكّن بذلك من الغور فيها ، وتحقيق متن الحديث وتصحيح إسناده ، وذلك بتطبيق بعضها على بعض ، وتكميل الناقص الساقط منها بالكامل التامّ منها » (٢) .
وربما ينقدح له عند ذلك أنَّ الحديث متواتر أو مستفيض وقد كان عنده
________________________
(١) حيث وجدنا نسخة الكمباني المطبوعة سابقاً بالنسبة الى أصل المؤلف كثير التصحيف والسقط ، كما أشرنا الى ذلك في التعليق ؛ وخصوصاً كتاب الاجازات فقد كان التصحيف والسقط فيها بحيث لم يتيسر لنا الالمام بها في ذيل الصفحات لكثرتها ؛ ولا يجد صدق ذلك الا من قابل بين الطبعتين .
(٢) راجع في ذلك ج ٨٠ ص ١٢٧ و ١٨٧ و ٢٧٥ و ٢٩١ و ٣٢١ ج ٨١ ص ٧ و ١٦٤ ج ٨٣ ص ٣١٨ و ٣٦١ الى غير ذلك من الموارد التي يجدها الباحث المتتبع .