قال في المقدمة الاُولى : كتاب التمحيص لبعض قدمائنا ويظهر من القرائن الجليّة أنّه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي عليّ محمّد بن همّام ، وعندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدّس سرّه . ا هـ .
وقال في المقدّمة الثانية : وكتاب التمحيص ومتانته تدلّ على فضل مؤلّفه ، وإن كان مؤلّفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران . انتهى .
وجزم بذلك صاحب الروضات ، ولكنّ الشيخ إبراهيم القطيفيّ المعاصر للمحقّق الكركيّ نصّ على أنّه للحسن بن عليّ بن شعبة صاحب تحف العقول ، قال في آخر كتابه الوافية في تعيين الفرقة الناجيّة بعد إخراجه ثلاثة أحاديث عن كتاب التمحيص : الحديث الأوَّل ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه أبو محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّانيّ في الكتاب المسمّى بالتمحيص عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، ويظهر ذلك أيضاً من القاضي نور الله التستريّ في كتاب المجالس حيث أورد الأحاديث الثلاثة عن كتاب الوافية في مجالسه في ترجمة أبي بكر الحضرميّ ولم يعترض على صاحب الوافية (١) ، و جزم بذلك الشيخ الحرّ العامليّ في أمل الآمل ص ٣٩ حيث عدّه من مؤلّفات ابن شعبة وقال : ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين . انتهى .
ورجّح ذلك صاحب الرياض حيث قال : وأمّا قول الاُستاد الاستناد : إنّ كتاب التمحيص من مؤلّفات غيره ـ أي غير الحسن المذكور ـ فهو عندي محلّ تأمّل ، لأنَّ الشيخ إبراهيم أقرب وأعرف ، مع أنّ عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلّفاته الّتي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم إليه تدلُّ على أنّه ليس منه فتأمّل ، ويستفاد ذلك من العلّامة الرازيّ أيضاً (٢) .
ووقف العلّامة النوريّ في ذلك ، وقال : إنّي إلى الآن ما تحقّقت طبقة صاحب تحف العقول حتّى أستظهر منها ملائمتها للرواية عن أبي علي محمّد بن همّام وعدمها ، والقطيفيّ من العلماء المتبحّرين إلّا أنّه لم يعلم أعرفيّته في هذه الاُمور من العلّامة المجلسيّ
________________________
(١) راجع الذريعة ج ٤ ص ٤٣٢ والمستدرك ج ٣ ص ٣٢٧ .
(٢) راجع الذريعة ج ٣ ص ٤٠٠ وج ٤ ص ٤٣٢ .